Jumat, 27 Desember 2013

MAKNA ISTIGHATSAH



ISTIGHATSAH


الاستغاثة لغة:

الاستغاثة مصدر استغاث وهو مأخوذ من الغوث بمعنى الإغاثة والنّصرة عند الشّدّة، ويقال الغيث في المطر، واستغثته طلبت منه الغوث أو الغيث فأغاثني من الغوث، وغاثني من الغيث، وقوله تعالى وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ (الكهف/ 29) يصحّ أن يكون من الغيث، ويصحّ أن يكون من الغوث، وكذا يغاثوا يصحّ فيه المعنيان، والغواث بالضّمّ: الإغاثة، وغوّث الرّجل، واستغاث: صاح واغوثاه. ويقول الواقع في البليّة: أغثني أي فرّج عنّي.

واستغاثني فلان فأغثته، والاسم الغياث. واستغثت فلانا فما كان لي عنده مغوثة، ولا غوث. وتقول: ضرب فلان فغوّث تغويثا إذا قال: واغوثاه وأغاثه اللّه، وغاثه غوثا وغياثا وهو ما أغاثك اللّه به «1».

واصطلاحا:

قال ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى-:

الاستغاثة طلب الغوث وهو لإزالة الشّدّة كالاستنصار طلب النّصر، والاستعانة طلب

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

16/ 8/ 7

المعونة «2».

المغيث من أسماء اللّه الحسنى:

ومن أسماء اللّه- عزّ وجلّ-: (المغيث) وهو بمعنى المجيب لكن الإغاثة أخصّ بالأفعال، والإجابة أخصّ بالأقوال.

الفرق بين الاستغاثة والدعاء:

وقال بعض أهل العلم: الفرق بين الاستغاثة والدّعاء. أنّ الاستغاثة لا تكون إلّا من المكروب وأمّا الدّعاء فإنّه أعمّ من ذلك؛ إذ إنّه يكون من المكروب وغيره. فبينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان في دعاء المكروب، وينفرد الدّعاء عنها في غير ذلك، فكلّ استغاثة دعاء، وليس كلّ دعاء استغاثة «3».

وقال أبو عبد اللّه الحليميّ- رحمه اللّه تعالى-:

الغيّاث هو المغيث، وأكثر ما يقال غياث المستغيثين، ومعناه المدرك عباده في الشّدائد إذا دعوه، ومجيبهم ومخلّصهم «4».

__________

(1) لسان العرب (6/ 3312)، وانظر الصحاح (1/ 289)، والمختار (483)، ومقاييس اللغة (4/ 400)، ومفردات الراغب (367).

(2) مجموع الفتاوى (1/ 105).

(3) فتح المجيد (165- 166) بتصرف شديد.

(4) مجموع الفتاوى (1/ 111).

1- الاستغاثة غير المشروعة: قال ابن تيميّة رحمه اللّه تعالى- في بيان معنى الاستغاثة المشروعة وغير المشروعة: من توسّل إلى اللّه تعالى بنبيّه في تفريج كربة فقد استغاث به، سواء كان ذلك بلفظ الاستغاثة أو التّوسّل أو غيرهما ممّا هو في معناهما، وقول القائل: أتوسّل إليك يا إلهي برسولك أو أستغيث برسولك عندك أن تغفر لي: استغاثة حقيقيّة بالرّسول في لغة العرب وجميع الأمم، والتّوسّل بالرّسول استغاثة به، وهذا لا يجوز إلّا في حياته وحضوره لا في موته ومغيبه، وذلك كلّه فيما يقدر عليه من الأمور كما قال تعالى: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ (الأنفال/ 72) وكقوله تعالى: فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ (القصص/ 15). أمّا فيما لا يقدر عليه إلّا اللّه فلا يطلب إلّا منه سبحانه وتعالى. ولهذا كان المسلمون لا يستغيثون بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولا يستسقون به ولا يتوسّلون به بعد موته كما في صحيح البخاريّ:

«أنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- استسقى بالعبّاس وقال: اللّهمّ إنّا كنّا إذا أجدبنا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا فيسقون».

وأمّا التّوسّل بغير النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سواء سمّي استغاثة أو لم يسمّ، لا نعلم أحدا من السّلف فعله، ولا روي فيه أثر؛ بل لا نعلم فيه إلّا المنع «1».

2- أمّا الاستغاثة المشروعة فتكون باللّه- عزّ وجلّ- أو الأنبياء في حياتهم أو بالصّالحين من عباد اللّه حال حياتهم لا بعد موتهم فيما يقدرون عليه.

وقال رحمه اللّه: والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما أنّ الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة «2».

وقال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: ومن أنواع الشّرك: طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم والتّوجّه إليهم، وهذا أصل شرك العالم؛ فإنّ الميّت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرّا، فضلا عمّن استغاث به أو سأله أن يشفع له إلى اللّه «3».

[للاستزادة: انظر صفات: الاستعاذة- الاستعانة- الإغاثة- التعاون على البر والتقوى- الدعاء- التوسل- الضراعة والتضرع- الابتهال.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الإعراض- الشرك- الغفلة- الكسل- القنوط- الكبر والعجب اليأس ].

__________

(1) مجموع الفتاوى (1/ 101- 105) بتصرف شديد.

(2) المصدر السابق (1/ 111).

(3) فتح المجيد (168).

1- إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)

وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) «1»

2- وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) «2»

3- وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) «3»

الآيات الواردة في «الاستغاثة» معنى

4- وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)

فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)

وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (250) «4»

5- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ

__________

(1) الأنفال: 9- 10 مدنية

(2) القصص: 15 مكية

(3) الأحقاف: 17 مكية

(4) البقرة: 248- 250 مدنية

1-* (عن سعيد بن جبير- رضي اللّه عنه- قال: قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق «1» من قبل أمّ إسماعيل اتّخذت منطقا لتعفّي أثرها على سارّة، ثمّ جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل- وهي ترضعه- حتّى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكّة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثمّ قفّى إبراهيم منطلقا، فتبعته أمّ إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الّذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها.

فقالت له: آللّه أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيّعنا «2». ثمّ رجعت. فانطلق إبراهيم حتّى إذا كان عند الثّنيّة «3» حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثمّ دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ حتّى بلغ يَشْكُرُونَ (إبراهيم/ 37). وجعلت أمّ إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتّى إذا نفد ما في السّقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوّى- أو قال: يتلبّط- فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصّفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثمّ استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، فهبطت من الصّفا، حتّى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها «4» ثمّ سعت سعي الإنسان المجهود حتّى جاوزت الوادي، ثمّ أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدا، فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرّات. قال ابن عبّاس قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «فلذلك سعي النّاس بينهما». فلمّا أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: صه «5»- تريد نفسها- ثمّ تسمّعت أيضا فقالت: قد أسمعت، إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه- أو قال بجناحه- حتّى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف. قال ابن عبّاس: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «يرحم اللّه أمّ إسماعيل لو تركت زمزم» أو قال: «لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا».

قال: فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضّيعة؛ فإنّ ههنا بيت اللّه يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإنّ اللّه لا يضيّع أهله. وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرّابية، تأتيه السّيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فكانت كذلك حتّى مرّت بهم رفقة من جرهم- أو أهل بيت من جرهم- مقبلين من طريق

اللّهمّ أغثنا». قال أنس: ولا واللّه ما نرى في السّماء من سحاب ولا قزعة «1»، وما بيننا وبين سلع «2» من بيت ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل التّرس «3» فلمّا توسّطت السّماء انتشرت ثمّ أمطرت قال: فلا واللّه ما رأينا الشّمس سبتا»

قال: ثمّ دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال: يا رسول اللّه، هلكت الأموال، وانقطعت السّبل، فادع اللّه يمسكها عنّا. قال: فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يديه ثمّ قال: «اللّهمّ حولنا ولا علينا، اللّهمّ على الآكام «5» والظّراب «6» وبطون الأودية ومنابت الشّجر». فانقلعت، وخرجنا نمشي في الشّمس»)* «7».

7-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: لمّا كان يوم بدر نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا.

فاستقبل نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم القبلة ثمّ مدّ يديه فجعل يهتف بربّه «اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللّهمّ آت ما وعدتني، اللّهمّ إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض» فما زال يهتف بربّه مادّا يديه مستقبل القبلة، حتّى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثمّ التزمه من ورائه، وقال يا نبيّ اللّه:

كذاك مناشدتك ربّك، فإنّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل اللّه- عزّ وجلّ-: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (الأنفال/ 9) فأمدّه اللّه بالملائكة ... الحديث»)* «8».

8-* (عن السّدّيّ قال: أقبل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدعو اللّه ويستغيثه ويستنصره فأنزل اللّه عليه الملائكة)* «9».

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستغاثة)

1-* (كان موسى- عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام- يقول: «اللّهمّ لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث وعليك التّكلان، ولا حول ولا قوّة إلّا بك»)* «10».

2-* (قال أبو يزيد (البسطاميّ)- رحمه اللّه تعالى-: «استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة الغريق بالغريق»)* «11».

3-* (قال الطّبريّ في قوله تعالى: وَنُوحاً إِذْ

__________

يقول- تعالى ذكره-: واذكر يا محمّد نوحا إذ نادى ربّه من قبلك ومن قبل إبراهيم ولوط وسألنا أن نهلك قومه الّذين كذّبوا اللّه فيما توعّدهم به من وعيده، وكذّبوا نوحا فيما أتاهم به من الحقّ من عند ربّه وقال: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (نوح/ 26) فاستجبنا له دعاءه، ونجّيناه وأهله- أي أهل الإيمان- من الكرب العظيم أي العذاب الّذي أحلّ بالمكذّبين)* «1».

4-* (قال الطّبريّ في قوله تعالى: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (الأنفال/ 9) أي تستجيرون به من عدوّكم، وتدعونه للنّصر عليهم (فاستجاب لكم) أي:

أجاب دعاءكم ب أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ يردف بعضهم بعضا، ويتلو بعضهم بعضا)* «2».

5-* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ... فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ* فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ .. الآيات (القمر/ 9- 15).

أي: دعا عليهم حينئذ نوح وقال: ربّ أَنِّي مَغْلُوبٌ أي غلبوني بتمرّدهم فَانْتَصِرْ أي فانتصر لي.

فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ أي فأجبنا دعاءه، وأمرنا باتّخاذ السّفينة وفتحنا أبواب السّماء بِماءٍ مُنْهَمِرٍ أي كثير ..)* «3».

6-* (قال الشّيخ أبو عبد اللّه القرشيّ- رحمه اللّه تعالى-: «استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة السّجين بالسّجين»)* «4».

7-* (قال ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى-: «قال العلماء المصنّفون في أسماء اللّه تعالى: يجب على كلّ مكلّف أن يعلم أن لا غيّاث ولا مغيث على الإطلاق إلّا اللّه، وأنّ كلّ غوث فمن عنده»)* «5».

من فوائد (الاستغاثة)

(1) فيها صرف الهمّة كلّها إلى اللّه المتصرّف في الكون كلّه بكمال قدرته واليقين بأنّ الخلق ينفّذون قدره وأمره.

(2) الاستغاثة في الأمور الّتي لا يقدر عليها إلّا اللّه من التّوحيد؛ فهي دليل الإيمان به وحده.

(3) بالاستغاثة تقوى عزيمة الإنسان لمعرفته بأنّ من يستغيث به قادر على إغاثته.

(4) الاستغاثة سبب من أسباب النّصر كما حدث للمسلمين يوم بدر.

(5) الاستغاثة تقوّي الرّوح المعنويّة للمستغيث وتعلمه بأنّ الفرج قريب.

(6) الاستغاثة مجلبة للخير، وبها يعمّ الخير العباد والبلاد.

__________

(1) تفسير الطبري (مجلد 9/ ج 17/ 37).

(2) المرجع السابق (مجلد 6/ ج 9/ 126- 127).

(3) تفسير القرطبي (ج 17/ 131).

(4) مجموع الفتاوى (1/ 206).

(5) المرجع السابق (1/ 110- 111).ANNADHRATUN NA’IM..2/251.BY ABI AZMI

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman