Selasa, 03 Desember 2013

BERTEMAN DENGAN SETAN





BERPALING Dari Pengajaran Tuhan Yang Maha Pengasih



ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين (36) وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون (37) حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين (38) ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون (39)

36. Barangsiapa yang berpaling dari pengajaran Tuhan yang Maha Pemurah (Al Quran), Kami adakan baginya syaitan (yang menyesatkan) Maka syaitan Itulah yang menjadi teman yang selalu menyertainya.

37. dan Sesungguhnya syaitan-syaitan itu benar-benar menghalangi mereka dari jalan yang benar dan mereka menyangka bahwa mereka mendapat petunjuk.AZ-ZUKHRUH

قوله تعالى : { ومن يعش } أي يعرض { عن ذكر الرحمن } أي فلم يخف عقابه ولم يرد ثوابه وقيل يول ظهره عن القرآن { نقيض له شيطانا } أي نسبب له شيطانا ونضمه إليه ونسلطه عليه { فهو له قرين } يعني لا يفارقه يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى { وإنهم } يعني الشياطين { ليصدونهم عن السبيل } يعني يمنعونهم عن الهدى { ويحسبون أنهم مهتدون } يعني ويحسب كفار بني آدم أنهم على الهدى { حتى إذا جاءنا } يعني الكافر وحدة وقرئ جاءنا على التثنية يعني الكافر وقرينه وقد جعلا في سلسلة واحدة { قال } الكافر لقرينه الشيطان { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } أي بعد ما بين المشرق والمغرب ، فغلب اسم أحدهما على الآخر كما يقال للشمس والقمر القمران ولأبي بكر وعمر العمران ، وقيل : أراد بالمشرقين مشرق الصيف ومشرق الشتاء ، والقول الأول أصح { فبئس القرين } يعني الشيطان قال أبو سعيد الخدري : إذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشياطين فلا يفارقه حتى يصير إلى النار { ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم } يعني أشركتم { أنكم في العذاب مشتركون } يعني لا ينفعكم الاشتراك في العذاب ولا يخفف عنكم شيئا ، لأن كل واحد من الكفار والشياطين له الحظ الأوفر من العذاب وقيل لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب كما كنتم مشتركين في الكفر .AL-KHAZIN.5/378

قوله عز وجل : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : يعرض ، قاله قتادة .

الثاني : يعمى ، قاله ابن عباس .

الثالث : أنه السير في الظلمة ، مأخوذ من العشو وهو البصر الضعيف ، ومنه قول الشاعر :

لنعم الفتى تعشو إلى ضوءِ ناره ... إذا الريحُ هبّت والمكان جديب

وفي قوله : { عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ } ثلاثة أوجه :

أحدها : عن ذكر الله ، قاله قتادة .

الثاني : عما بيّنه الله من حلال وحرام وأمر ونهي ، وهو معنى قول ابن عباس .

الثالث : عن القرآن لأنه كلام الرحمن ، قاله الكلبي .

{ نُقِيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً } فيه وجهان :

أحدهما : نلقيه شيطاناً .

الثاني : نعوضه شيطاناً ، مأخوذ من المقايضة وهي المعاوضة .

{ فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } فيه قولان :

أحدهما : أنه شيطان يقيض له في الدنيا يمنعه من الحلال ويبعثه على الحرام ، وينهاه عن الطاعة ويأمره بالمعصية ، وهو معنى قول ابن عباس .

الثاني : هو أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصير بهما الله إلى النار ، قاله سعيد بن جبير .

قوله عز وجل : { حَتَّى إِذَا جَآءَنا } قرأ على التوحيد أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص ، يعني ابن آدم ، وقرأ الباقون { جَاءَانَا } على التثنية يعني ابن آدم وقرينه .

{ قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَعُدَْ الْمَشْرِقَيْنِ } هذا قول ابن آدم لقرينه وفي المشرقين قولان :

أحدهما : أنه المشرق والمغرب فغلب أحدهما على الآخر كما قيل : سنة العمرين ، كقول الشاعر :

أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع

الثاني : أنه مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، كقوله تعالى { رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } .AL-MAWARDY.4/85

ثم قال تعالى : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } والمراد منه التنبيه على آفات الدنيا ، وذلك أن من فاز بالمال والجاه صار كالأعشى عن ذكر الله ، ومن صار كذلك صار من جلساء الشياطين الضالين المضلين ، فهذا وجه تعلق هذا الكلام بما قبله ، قال صاحب «الكشاف» : قرىء { وَمَن يَعْشُ } بضم الشين وفتحها ، والفرق بينهما أنه إذا حصلت الآفة في بصره قيل عشي ، وإذا نظر نظر العشي ولا آفة به ، قيل عشى ونظيره عرج لمن به الآفة ، وعرج لمن مشى مشية العرجان من غير عرج ، قال الحطيئة :

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... أي تنظر إليه نظر العشي ، لما يضعف بصرك من عظم الوقود واتساع الضوء ، وقرىء يعشو على أن من موصولة غير مضمنة معنى الشرط ، وحق هذا القارىء أن يرفع { نُقَيِّضْ } ومعنى القراءة بالفتح ، ومن يعم عن ذكر الرحمن وهو القرآن ، لقوله { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } [ البقرة : 18 ] وأما القراءة بالضم فمعناها ومن يتعام عن ذكره ، أي يعرف أنه الحق وهو يتجاهل ويتعامى ، كقوله تعالى :

{ وَجَحَدُواْ بِهَا واستيقنتها أَنفُسُهُمْ } [ النمل : 14 ] ، و { نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً } قال مقاتل : نضم إليه شيطاناً { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } .

ثم قال : { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل } يعني وإن الشياطين ليصدونهم عن سبيل الهدى والحق وذكر الكناية عن الإنسان والشياطين بلفظ الجمع ، لأن قوله { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً } يفيد الجمع ، وإن كان اللفظ على الواحد { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } يعني الشياطين يصدون الكفار عن السبيل ، والكفار يحسبون أنهم مهتدون ، ثم عاد إلى لفظ الواحد ، فقال : { حتى إِذَا جَاءَنَا } يعني الكافر ، وقرىء ( جاءانا ) ، يعني الكافر وشيطانه ، روي أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره أخذ شيطانه بيده ، فلم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار ، فذلك حيث يقول { قَالَ ياليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين } والمراد يا ليت حصل بيني وبينك بعد على أعظم الوجوه ، واختلفوا في تفسير قوله { بُعْدَ المشرقين } وذكروا فيه وجوهاً الأول : قال الأكثرون : المراد بعد المشرق والمغرب ، ومن عادة العرب تسمية الشيئين المتقابلين باسم أحدهما ، قال الفرزدق :

لنا قمراها والنجوم الطوالع ... يريد الشمس والقمر ، ويقولون للكوفة والبصرة : البصرتان ، وللغداة والعصر : العصران ، ولأبي بكر وعمر : العمران ، وللماء والتمر : الأسودان الثاني : أن أهل النجوم يقولون : الحركة التي تكون من المشرق إلى المغرب ، هي حركة الفلك الأعظم ، والحركة التي من المغرب إلى المشرق ، هي حركة الكواكب الثابتة ، وحركة الأفلاك الممثلة التي للسيارات سوى القمر ، وإذاكان كذلك فالمشرق والمغرب كل واحد منهما مشرق بالنسبة إلى شيء آخر ، فثبت أن إطلاق لفظ المشرق على كل واحد من الجهتين حقيقة الثالث : قالوا يحمل ذلك على مشرق الصيف ومشرق الشتاء وبينهما بعد عظيم ، وهذا بعيد عندي ، لأن المقصود من قوله { ياليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين } المبالغة في حصول البعد ، وهذه المبالغة إنما تحصل عن ذكر بعد لا يمكن وجود بعد آخر أزيد منه ، والبعد بين مشرق الصيف ومشرق الشتاء ليس كذلك ، فيبعد حمل اللفظ عليه الرابع : وهو أن الحس يدل على أن الحركة اليومية إنما تحصل بطلوع الشمس من المشرق إلى المغرب ، وأما القمر فإنه يظهر في أول الشهر في جانب المغرب ، ثم لا يزال يتقدم إلى جانب المشرق ، وذلك يدل على أن مشرق حركة القمر هو المغرب ، وإذا ثبت هذا فالجانب المسمى بالمشرق هو مشرق الشمس ، ولكنه مغرب القمر ، وأما الجانب المسمى بالمغرب ، فإنه مشرق القمر ولكنه مغرب الشمس ، وبهذا التقدير يصح تسمية المشرق والمغرب بالمشرقين ، ولعل هذا الوجه أقرب إلى مطابقة اللفظ ورعاية المقصود من سائر الوجوه ، والله أعلم .

ثم قال تعالى : { فَبِئْسَ القرين } أي الكافر يقول لذلك الشيطان يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين أنت ، فهذا ما يتعلق بتفسير الألفاظ ، والمقصود من هذا الكلام تحقير الدنيا وبيان ما في المال والجاه من المضار العظيمة ، وذلك لأن كثرة المال والجاه تجعل الإنسان كالأعشى عن مطالعة ذكر الله تعالى ومن صار كذلك صار جليساً للشيطان ومن صار كذلك ضل عن سبيل الهدى والحق وبقي جليس الشيطان في الدنيا وفي القيامة ، ومجالسة الشيطان حالة توجب الضرر الشديد في القيامة بحيث يقول الكافر يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين أنت فثبت بما ذكرنا أن كثرة المال والجاه توجب كمال النقصان والحرمان في الدين والدنيا ، وإذا ظهر هذا فقد ظهر أن الذين قالوا

{ لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] ، قالوا كلاماً فاسداً وشبهة باطلة .

ثم قال تعالى : { وَلَن يَنفَعَكُمُ اليوم إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي العذاب مُشْتَرِكُونَ } فقوله { أَنَّكُمْ } في محل الرفع على الفاعلية يعني ولن ينفعكم اليوم كونكم مشتركين في العذاب والسبب فيه أن الناس يقولون المصيبة إذا عمت طابت ، وقالت الخنساء في هذا المعنى :

ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي

ولا يبكون مثل أخي ولكن ... أعزي النفس عنه بالتأسي

فبيّن تعالى أن حصول الشركة في ذلك العذاب لا يفيد التخفيف كما كان يفيده في الدنيا والسبب فيه وجوه الأول : أن ذلك العذاب شديد فاشتغال كل واحد بنفسه يذهله عن حال الآخر ، فلا جرم الشركة لا تفيد الخفة الثاني : أن قوماً إذا اشتركوا في العذاب أعان كل واحد منهم صاحبه بما قدر عليه فيحصل بسببه بعض التخفيف وهذا المعنى متعذر في القيامة الثالث : أن جلوس الإنسان مع قرينه يفيده أنواعاً كثيرة من السلوة . فبيّن تعالى أن الشيطان وإن كان قريناً إلا أن مجالسته في القيامة لا توجب السلوة وخفة العقوبة وفي كتاب ابن مجاهد عن ابن عامر قرأ { إِذَا ظَّلَمْتُمْ إِنَّكُمْ } بكسر الألف وقرأ الباقون أنكم بفتح الألف ، والله أعلم .ARRAZY.13/473-477

قوله تعالى : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن } قال الكلبي : يعني : يعرض عن الإيمان والقرآن ، يعني : لا يؤمن . ويقال : من يعمى بصره عن ذكر الرحمن . وقال أبو عبيدة : من يظلم بصره عن ذكر الرحمن . { نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً } يعني : نسيب له شيطاناً ، مجازاة لإعراضه عن ذكر الله . ويقال : نسلط عليه ويقال نقدر له ، ويقال : نجعل له شيطاناً { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } يعني : يكون له صاحباً في الدنيا ، فيزين له الضلالة . ويقال : فهو له قرين . يعني : قرينه في سلسلة واحدة ، لا يفارقه . يعني : في النار . وروي عن سفيان بن عيينة أنه قال : ليس مثل من أمثال العرب ، إلا وأصله في كتاب الله تعالى . قيل له : من أين قول الناس ، أعطى أخاك تمرة ، فإن أبى فجمرة .

فقال قوله : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً } الآية { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل } يعني : الشياطين يصرفونهم عن الدين { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } يعني : الكفار يظنون أنهم على الحق .

{ حتى إِذَا جَاءنَا } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، روعاصم في رواية أبي بكر ( جَانَا ) بالمد ، بلفظ التثنية ، يعني : الكافر وشيطانه الذي هو قرينه . وقرأ الباقون { جَاءنَا } بغير مد ، يعني : الكافر يقول لقرينه : { قَالَ يَاءادَمُ ياليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين } يعني : ما بين المشرق والمغرب . ويقال : بين مشرق الشتاء ، ومشرق الصيف { فَبِئْسَ القرين } يعني : بئس الصاحب معه في النار . ويقال : هذا قول الله تعالى : { فَبِئْسَ القرين } يعني : بئس الصاحب معه في النار . ويقال هذا قول الكافر يعني : بئس الصاحب كنت أنت في الدنيا ، وبئس الصاحب اليوم .ASSAMARQANDY.4/111

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { ومن يعش عن ذكر الرحمن } قال : يعمى قال ابن جرير هذا على قراءة فتح الشين .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ، عن قتادة { ومن يعش } قال : يعرض { وإنهم ليصدونهم عن السبيل } قال : عن الدين { حتى إذا جاءنا } جميعاً هو وقرينه .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ « حتى إذا جاءنا » على معنى اثنين هو وقرينه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ومن يعش } الآية . قال : من جانب الحق ، وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن الحرام حرام ، فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه ، وقضى حاجته ، ثم أراد من الحرام ، قيض له شيطان .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن سعيد الجزري في قوله { نقيض له شيطاناً } قال : بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان ، ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار ، فذلك حين يقول : { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين } قال : وأما المؤمن ، فيوكل به ملك حتى يقضى بين الناس ، أو يصير إلى الجنة .

وأخرج ابن حبان والبغوي وابن قانع والطبراني وابن مردويه ، عن شريك بن طارق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ليس منكم أحد إلا ومعه شيطان قالوا : ومعك يا رسول الله؟ قال : ومعي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم » .

وأخرج مسلم وابن مردويه ، عن عائشة رضي الله عنها « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً قالت : فغرت عليه فجاء ، فرأى ما أصنع ، » فقال ما لك يا عائشة أَغِرْت؟ فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ، فقال : أقد جاء شيطانك؟ قلت : يا رسول الله ، أمعي شيطان؟ قال : نعم ، ومع كل إنسان . قلت : ومعك؟ قال : نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم « » .

وأخرج مسلم وابن مردويه ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن . قالوا : وإياك يا رسول الله ، قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني الا بخير » .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن . قالوا : وإياك يا رسول الله ، قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم » .

وأخرج أحمد في الزهد ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل به ، أما الكافر ، فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه ، وأما المؤمن ، فهو يجانب له ، ينتظره حتى يصيب منه غفلة ، أو غرة ، فيثب عليه ، وأحب الآدميين إلى الشيطان ، الأكول النؤوم .ADDURUL MANTSUR.9/96-97



وقوله - سبحانه - : { يَعْشُ } أى : يعرض . يقال عشا فلان يعشو ، كدعا يدعو ، وعشى يعشى ، كرضى يرضى ، إذا ضعف بصره ، ومنه قولهم : ناقة عشواء ، إذا كانت لا تبصر إلا شئا قليلا ، والمراد هنا : عمى البصيرة وضعف إدراكها للخير . ومنه قولهم : ركب فلان العشواء ، إذا خبط أمره على غير هدى أو بصيرة .

والمعنى : ومن يتعام عن ذكر الرحمن ، ويعرض عن قرآنه ، ويتجاهل هدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - { نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً } أى ، نهيئ ونسب له شيطانا رجيما يستولى عليه ، ويستخوذ على قلبه وعقله .

 { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } أى : فذلك الشيطان يكون ملازما ومصاحبا لهذا الإِنسان الذى أعرض عن القرآن ، ملازمة القرين لقرينه ، والشئ لظله .

ومن الآيات التى تشبه هذه الآية قوله - تعالى - : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول في أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الجن والإنس إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } ثم بين - سبحانه - الآثار التى تترتب على مقارنة الشيطان للإِنسان فقال : { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } .

والضمير فى { وَإِنَّهُمْ } يعود إلى الشيطان باعتبار جنسه ، وفى قوله - تعالى - { لَيَصُدُّونَهُمْ } يعود إلى { وَمَن } فى قوله { وَمَن يَعْشُ } باعتبار معناها .

أى : ومن يعرض عن طاعة الله ، نهيئ له شيطانا ، فيكون ملازما له ملازمة تامة ، وإن هؤلاء الشياطين وظيفتهم أنهم يصدرون هؤلاء الفاسقين عن ذكر الله - تعالى - ، وعن سبيله الحق وصراطه المستقيم .

 { وَيَحْسَبُونَ } أى : هؤلاء الكافرون { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } إلى السبيل الحق . فالضمائر فى قوله { وَيَحْسَبُونَ } وما بعده يعود إلى الكافرين .

ويصح أن يكون الضمير فى قوله { وَيَحْسَبُونَ } يعود إلى الكفار ، وفى قوله { أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } يعود إلى الشيطان ، فيكون المعنى :

ويظن هؤلاء الكافرون أن الشيطان مهتدون إلى الحق ، ولذلك اتبعوهم وأطاعوهم .

ثم بين - سبحانه - ما يكون بين هذا الإِنسان الكافر وبين قرينه من الشياطين يوم القيامة ، فقال - تعالى - : { حتى إِذَا جَآءَنَا قَالَ ياليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين فَبِئْسَ القرين } .

أى : لقد استمر هذا المعرض عن ذكر الله فى غيه . ومات على ذلك حتى إذا جاءنا يوم القيامة لحساب والجزاء ، { قَالَ } لقرينه الذى صده عن طريق الحق . .

 { ياليت بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المشرقين } أى : أتمنى أن تكون المسافة التى بينى وبينك من البعد والمفارقة ، كالمسافة التى بين المشرق والمغرب .

فالمراد بالمشرقين المشرق والمغرب فعبر - سبحانه - بالمشرق على سبيل التغليب لأحدهما على الآخر .

 { فَبِئْسَ القرين } أى : فبئس القرين أنت - أيها الشيطان - فالمخصوص بالذم محذوف .

ثم بين - سبحانه - بعد ذلك ما سيقال لهذا العاشى عن ذكر الله ولقرينه على سبيل التأنيب والتوبيخ.SAYID THANTHAWY.1/3798

{ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن } يتعام ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمسحوسات وإنهماكه في الشهوات ، وقرىء« يَعْشَ» بالفتح أي يعم يقال عشي إذا كان في بصره آفة وعشى إذا تعشى بلا آفة كعرج وعرج ، وقرىء «يعشو» على أن { مِنْ } موصولة .

{ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } يوسوسه ويغويه دائماً ، وقرأ يعقوب بالياء على إسناده إلى ضمير { الرحمن } ، ومن رفع «يعشو» ينبغي أن يرفع { نُقَيّضْ } .

{ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل } عن الطريق الذي من حقه أن يسبل ، وجمع الضميرين للمعنى إذ المراد جنس العاشي والشيطان المقيض له . { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } الضمائر الثلاثة الأول له والباقيان للشيطان .AL-BAIDHAWY.5/163-164. By Abi Faid

JAKARTA 14-6-2012

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman