Kamis, 26 Desember 2013

BERLINDUNGLAH !



BERLINDUNG


الاستعاذة لغة:

الاستعاذة مصدر استعاذ وهي من مادّة (ع وذ) الّتي تدلّ على الالتجاء إلى الشّيء ثمّ يحمل على ذلك كلّ شيء لصق بشيء أو لازمه. قال الخليل:

تقول أعوذ باللّه جلّ ثناؤه أي ألجأ إليه تبارك وتعالى عوذا وعياذا، ويقال فلان عياذ لك أي ملجأ، ومن هذا قولهم: عاذ به يعوذ عوذا وعياذا ومعاذا: لاذ به ولجأ إليه واعتصم. ومعاذ اللّه أي عياذا باللّه. قال اللّه تعالى: مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ (يوسف/ 79) أي نعوذ باللّه معاذا أن نأخذ غير الجاني بجنايته، وروي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّه تزوّج امرأة من العرب فلمّا أدخلت عليه قالت: أعوذ باللّه منك، فقال: لقد عذت بمعاذ فالحقي بأهلك.

والمعاذ في هذا الحديث: الّذي يعاذ به. والمعاذ: المصدر والمكان والزّمان. أي قد لجأت إلى ملجأ ولذت بملاذ. واللّه- عزّ وجلّ- معاذ من عاذ به وملجأ من لجأ إليه، والملاذ مثل المعاذ، وهو عياذي أي ملجئي.

وعذت بفلان واستعذت به، أي لجأت إليه. وفي التنزيل: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (النحل/ 98) معناه إذا أردت قراءة القرآن فقل: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم ووسوسته.

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

15/ 96/ 14

والعوذة والمعاذة والتّعويذة: الرّقية يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون لأنّه يعاذ بها. وقد عوّذه، يقال: عوّذت فلانا باللّه وأسمائه وبالمعوّذتين إذا قلت أعيذك باللّه وأسمائه من كلّ ذي شرّ وكلّ داء وحاسد وعين.

والمعوّذتان، بكسر الواو: سورة الفلق وتاليتها؛ لأنّ مبدأ كلّ واحدة منهما «قل أعوذ». وأمّا التّعاويذ الّتي تكتب وتعلّق على الإنسان من العين فقد نهي عن تعليقها، وهي تسمّى المعاذات أيضا «1».

وقال القرطبيّ: الاستعاذة في كلام العرب:

الاستجارة والتّحيّز إلى الشّيء على معنى الامتناع به من المكروه، يقال عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه، وهي عياذي أي ملجئي «2».

وقال ابن القيّم: لفظ عاذ وما تصرّف منه يدلّ على التّحرّز والتّحصّن والنّجاة، وفي أصله قولان:

أحدهما أنّه مأخوذ من السّتر، والثّاني أنه مأخوذ من المجاورة والالتصاق، ومن الأوّل قولهم للبيت الّذي في أصل الشّجرة «عوّذ» لأنّه عاذ بالشّجرة واستتر بأصلها، وكذلك العائذ قد استتر من عدوّه بمن استعاذ به منه، ومن المعنى الثّاني قولهم للحم إذا لصق بالعظم فلم يتخلص منه «عوذ» لأنّه استمسك به واعتصم، وفي المثل أطيب اللّحم عوذه (وهو ما

__________

(1) الصحاح للجوهري (2/ 567)، والنهاية لابن الأثير (3/ 318)، ولسان العرب (4/ 3162)، ومقاييس اللغة (4/ 183).

(2) الجامع لأحكام القرآن (1/ 64).

الاستعاذة اصطلاحا:

هي اللّجوء إلى اللّه- عزّ وجلّ- والاعتصام به من شرّ كلّ ذي شرّ «2».

والاستعاذة تتضمّن مستعاذا به ومستعاذا منه وصيغة، وسنتناول ذلك بإيجاز- فيما يلي:-

المستعاذ به:

ويسمّى المعاذ والمستعاذ، وهو اللّه وحده، ولا تنبغي الاستعاذة إلّا به جلّ وعلا وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكلماته التّامة، «ولا يستعاذ بأحد من خلقه، وقد أخبر سبحانه عمّن استعاذ بخلقه أنّ استعاذته زادته طغيانا ورهقا «3». قال تعالى حكاية عن مؤمني الجنّ وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (الجن/ 6) يقول ابن كثير فى تفسيرها: كنّا نرى أن لنا فضلا على الإنس لأنهم كانوا يعوذون بنا إذا نزلوا واديا أو مكانا موحشا من البراري كما كانت عادة العرب في جاهليّتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجانّ أن يصيبهم بشيء يسوءهم. فلما رأت الجنّ أنّ الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم زادوهم خوفا وإرهابا وذعرا حتّى يبقوا أشدّ منهم مخافة وأكثر تعوّذا» «4».

المستعاذ منه:

المستعاذ منه هو كلّ ما يصيب الإنسان من الشّرّ، وقد لخّص ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى- أنواع هذا الشّرّ فقال: الشّرّ الذي يصيب الإنسان لا يخلو من قسمين: إمّا ذنوب وقعت منه، وهذا راجع إلى الإنسان نفسه، وإمّا شرّ يقع بالإنسان من غيره، وذلك الغير إمّا مكلّف أو غير مكلّف، والمكلّف إمّا نظيره وهو الإنسان، أو ليس نظيره وهو الجنّيّ، وغير المكلّف مثل الهوامّ وذوات الحمة «5» ونحوها. وقد تضمّنت المعوّذتان «6» الاستعاذة من هذه الشّرور، ففي سورة الفلق الاستعاذة من:

1- شرّ المخلوقات الّتي لها شرّ عموما.

2- شرّ الغاسق إذا وقب (أي اللّيل إذا دخل وأقبل).

3- شرّ النّفّاثات في العقد.

4- شرّ الحاسد إذا حسد «7».

أمّا سورة النّاس فقد تضمنت الاستعاذة من الشّرّ الّذي هو سبب ظلم العبد نفسه (أي الشّرّ الدّاخليّ) وهو الوسوسة النّاجمة عن الشّيطان، وهو شرّ داخل تحت التّكليف ويتعلق به النّهي، وهو شرّ المعائب، أمّا الّذي في سورة الفلق فهو شرّ المصائب، والشّرّ كلّه يرجع إمّا إلى المعائب وإمّا إلى المصائب، والوسواس هو الشّيطان نفسه، وقد جاء وصفه

__________

وقد وردت الاستعاذة في القرآن الكريم من الجهل (انظر الآيات 8، 9)، ومن الفحش (الآية 10، 12) ومن الظّلم (آية 11)، ومن المتكبّرين الكافرين (آية 13)، ومن الرّجم (آية 14)، أمّا في الحديث الشّريف، فقد وردت الاستعاذة من شرّ السّمع والبصر واللّسان والقلب والفرج (حديث 3) ومن الشّرّ كلّه عاجله وآجله (حديث 7، 17)، ومن عذاب القبر وعذاب جهنّم ومن فتنة المحيا وفتنة الممات وفتنة المسيح الدّجّال (حديث 14) ومن شرّ المرأة والخادم (حديث 16)، وشرّ الرّياح وما أرسلت به (حديث 17)، ومن جار السّوء في دار المقام (حديث 24) ومن ضيق المقام يوم القيامة من شرّ ما عمل الإنسان (من الذّنوب والمعاصي) (حديث 29، 31)، ومن سخط اللّه وعقوبته (حديث 32)، ومن الهمّ والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وثقل الدّين وغلبة الرّجال (حديث 33)، ومن زوال النّعمة وتحوّل العافية (حديث 40)، وشرّ النّفس والشّيطان (حديث 46، 47).

حكم الاستعاذة وصيغتها:

الاستعاذة عند قراءة القرآن مطلوبة، والجمهور على أنّها مندوبة، وذكر عن عطاء أنّها واجبة «3». أمّا صغتها فقد اختار الجمهور أن يقول القارىء: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، وعلّة اختيار ذلك ما وقع في النّصّ بلفظ الأمر الّذي معناه التّرغيب، وذلك في قوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (النحل/ 98)، فحضّنا اللّه على قول «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» عند القراءة وعلينا امتثال هذا الّذي رغّبنا فيه عند افتتاحها «4».

وقال ابن الباذش: والّذي صار إليه معظم أهل الأداء «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» لما روى عبد اللّه بن مسعود وأبو هريرة وجبير بن مطعم- رضي اللّه عنهم- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه استعاذ عند القراءة بهذا اللّفظ بعينه، وجاء تصديقه في التّنزيل «5».

أمّا الاستعاذة في المواطن الأخرى فحكمها النّدب أيضا «6»، ولها صيغ عديدة جاءت بها الآيات مثل: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، ... بِرَبِّ النَّاسِ، والأحاديث مثل: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك، أعوذ باللّه وقدرته، أعوذ بكلمات اللّه التّامّات، اللّهمّ أعوذ برضاك ...، اللّهمّ ربّ جبرائيل وميكائيل وربّ إسرافيل أعوذ بك من كذا».

[للاستزادة: انظر صفات: الاستعانة- الاستغاثة- الاستخارة- الابتهال- التوكل- الدعاء الضراعة والتضرع.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الغي والإغواء الفتنة- الغرور- الغفلة- الكبر والعجب ].

__________

أولا: المستعاذ منه هو الشيطان:

1- إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَ

لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ

(36) «1»

2- وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200

3- فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (98) «3»

4- وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) «4»

5- إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) «5»

6- وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) «6»

7- قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)

مَلِكِ النَّاسِ (2)

إِلهِ النَّاسِ (3)

مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4)

الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5)

مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) «7»

ثانيا: المستعاذ منه هو الجهل أو الظلم أو الظالمين أو الشر عموما:

8- وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67) «8»

9- وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (45)

قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (46)

__________

(1) آل عمران: 35- 36 مدنية.(2) الأعراف: 200 مكية.(3) النحل: 98 مكية.(4) المؤمنون: 97- 98 مكية

(5) غافر: 56 مكية (6) فصّلت: 36 مكية (7) الناس: 1- 6 مكية (8) البقرة: 67 مدنية

1-* (عن سليمان بن صرد- رضي اللّه عنه- قال: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فغضب أحدهما فاشتدّ غضبه حتّى انتفخ وجهه وتغيّر، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الّذي يجد». فانطلق إليه الرّجل فأخبره بقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال: تعوّذ باللّه من الشّيطان. فقال: أترى بي بأس، أمجنون أنا؟ اذهب)* «1».

2-* (عن عقبة بن عامر- رضي اللّه عنه- قال: أتيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود. أقرئني سورة يوسف. فقال: «لن تقرأ شيئا أبلغ عند اللّه- عزّ وجلّ- من قل أعوذ بربّ الفلق»)* «2».

3-* (عن شكل بن حميد قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، علّمني تعوّذا أتعوّذ به قال: فأخذ بكتفي فقال: «قل: اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ سمعي، ومن شرّ بصري، ومن شرّ لساني، ومن شرّ قلبي، ومن شرّ منيّي» يعني فرجه)* «3».

4-* (عن شدّاد بن أوس- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «سيّد الاستغفار أن يقول:

اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء «4» لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي. اغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت» قال: «ومن قالها من النّهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنّة، ومن قالها من اللّيل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنّة»)* «5».

5-* (عن سهل بن سعد- رضي اللّه عنه- قال: ذكر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم امرأة من العرب. فأمر أبا أسيد أن يرسل إليها. فأرسل إليها. فقدمت، فنزلت في أجم «6» بني ساعدة. فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى جاءها. فدخل عليها. فإذا امرأة منكّسة رأسها. فلمّا كلّمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالت: أعوذ باللّه منك. قال: «قد أعذتك منّي» فقالوا لها: أتدرين من هذا؟ فقالت:

__________

1-* (كتب أبو عبيدة ومعاذ بن جبل إلى عمر ابن الخطّاب- رضي اللّه عنهم- لمّا ولّي الخلافة فقالا:

«من أبي عبيدة بن الجرّاح ومعاذ بن جبل، إلى عمر بن الخطّاب. سلام عليك. أمّا بعد، فإنّا عهدناك وأمر نفسك لك مهمّ، فأصبحت قد ولّيت أمر هذه الأمّة أحمرها وأسودها. يجلس بين يديك الشّريف والوضيع، والعدوّ والصّديق، ولكلّ حصّته من العدل. فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر فإنّا نحذّرك يوما تعنى فيه الوجوه، وتجف فيه القلوب، وتنقطع فيه الحجج، لحجّة ملك قهرهم بجبروته، فالخلق داخرون له يرجون رحمته ويخافون عقابه، وإنّا كنّا نحدّث أنّ أمر هذه الأمّة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السّريرة. وإنّا نعوذ باللّه أن ينزل كتابنا إليك سوى المنزل الّذي نزل من قلوبنا، فإنّما كتبنا به نصيحة لك والسّلام عليك)* «1».

2-* (عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها كانت لا ترى بأسا أن يعوّذ في الماء ثمّ يعالج به المريض)* «2».

3-* (عن خالد بن عمير العدويّ- رضي اللّه عنه قال: «خطبنا عتبة بن غزوان فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد: فإنّ الدّنيا قد آذنت «3» بصرم «4» وولّت حذّاء «5». ولم يبق منها إلّا صبابة «6» كصبابة الإناء. يتصابّها صاحبها. وإنّكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها. فانتقلوا بخير ما بحضرتكم. فإنّه قد ذكر لنا أنّ الحجر يلقى من شفة جهنّم. فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا. واللّه لتملأنّ. أفعجبتم¿

ولقد ذكر لنا أنّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنّة مسيرة أربعين سنة. وليأتينّ عليها يوم وهو كظيظ»

من الزّحام. ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما لنا طعام إلّا ورق الشّجر. حتّى قرحت «8» أشداقنا. فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك «9» فاتّزرت بنصفها واتّزر سعد بنصفها. فما أصبح اليوم منّا أحد إلّا أصبح أميرا على مصر من الأمصار. وإنّي أعوذ باللّه أن أكون في نفسي عظيما وعند اللّه صغيرا. وإنّها لم تكن نبوّة قطّ إلّا تناسخت حتّى يكون آخر عاقبتها ملكا. فستخبرون وتجرّبون الأمراء بعدنا»)* «10».

4-* (قال كعب الأحبار: لولا كلمات

__________

14-* (عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: ما من مولود يولد إلّا على قلبه الوسواس فإذا ذكر اللّه خنس. وإذا غفل وسوس، فذلك قوله:

الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ)* «1».

من فوائد (الاستعاذة)

(1) حصن حصين من الشّيطان الرّجيم.

(2) من استعاذ باللّه واعتصم به أعاذه اللّه.

(3) صمام أمن في الحياة وجنّة من كلّ خطر.

(4) إظهار الضّعف والذّلّة والانكسار للّه وتلك حقيقة العبوديّة.

(5) الوقاية خير من العلاج.

(6) الأخذ بالأسباب لا ينافي التّوكّل على اللّه

(7) الاستعاذة تزيل الغضب وتريح النّفس.

(8) الاستعاذة تقي الإنسان من شرور جوارحه.

(9) الاستعاذة مظهر من أهمّ مظاهر الاستغفار.

(10) في الاستعاذة بالمعوّذتين أثناء المرض اتّباع لسنّة المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم وكفى بذلك بركة وخيرا.

(11) بالاستعاذة من جار السّوء يحمي الإنسان نفسه ويصون عرضه.

(12) الاستعاذة تقي الإنسان من ضرر الحيوان المؤذي كالأفاعي ونحوها.

(13) بالاستعاذة من الشّيطان يندفع الأثر النّفسيّ السّيّء النّاجم عن الحلم.

(14) بالاستعاذة يتجنّب الإنسان الضّرر حتّى يرحل من منزله الّذي تعوّذ فيه.

__________

(1) الدر المنثور (8/ 694).ANNADHRATUN NA’IM..2/226.BY ABI AZMAN

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

 

Majelis Ulama Indonesia

Dunia Islam

Informasi Kesehatan dan Tips Kesehatan

Total Tayangan Halaman